تسجل الساحة الفنية في مصر أسوأ لحظاتها، حيث رحل الفنان الكبير مصطفى فهمي عن عمر يناهز 82 عامًا، ليترك بصمة راسخة في عالم الفن. قدم فهمي العديد من الأعمال الخالدة التي أضأت عصور “الزمن الجميل” في السينما المصرية، حيث أسعد جمهوره وأحبائه بفنه الجميل. نقصت الأضواء اليوم في السينما المصرية، وما زالت قلوب محبيه تخفق بفقدانه، لتظل ذكراه خالدة في القلوب والمسارح.
توفي الفنان القدير في الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء، بعد تدهور حالته الصحية سريعًا. حيث عانى فهمي من إعياء شديد في اليوم السابق، مما استدعى نقله إلى مستشفى في المهندسين لإجراء الفحوصات الطبية. وقد عادت حالته إلى سابق عهدها لفترة قصيرة، ولكن تدهورت مجددًا في المساء ولم يتمكن الأطباء من إنقاذه في اللحظات الأخيرة.
مصطفى فهمي
تلقي شقيقه، الفنان حسين فهمي، خبر وفاة مصطفى وهو متواجد في الجونة لتلبية دعوة لمهرجان سينمائي. وقد قرر العودة إلى القاهرة للمشاركة في مراسم جنازة شقيقه الراحل. كما أبدى الكثير من الفنانين المشاركين في المهرجان رغبتهم في العودة، ليكونوا إلى جانب العائلة في هذه الأوقات الصعبة.
وُلد مصطفى فهمي في أغسطس من عام 1942، وبدأت مسيرته الفنية كمساعد مصور في فيلم “أميرة حبي أنا” عام 1974، ليظهر كممثل في الفيلم نفسه “أين عقلي” في نفس العام. وسرعان ما أصبح له رصيد كبير من الأعمال الناجحة في السينما والتلفزيون، بما في ذلك “قمر الزمان” و”لمن تشرق” و”قصة الأمس”. آخر أعماله كانت فيلم “السرب”، الذي نال نجاحًا كبيرًا وحظي بإشادة الجمهور.
تكرّس رحيل مصطفى فهمي كذكرى مؤلمة في صفحات الفن المصري، إذ يُعتبر واحدًا من الفنانين الذين أسهموا بشكل كبير في تشكيل ملامح السينما والتلفزيون المصري. نتمنى أن تُخلد أعماله وقدرته على تقديم الدراما بكافة أشكالها في ذاكرة الأجيال القادمة. سيظل بصمةٌ في قلوب محبيه ولمساتٌ تتجلى في مشهد الفن المصري بمختلف تجلياته، وهذا ما يجعل من فراقه حدثًا مؤلمًا وجسيمًا. رحلتك يا مصطفى ستظل خالدة في عقولنا، ولن تُنسى أبدًا.