في منطقة مثقلة بتاريخ طويل من الخلاف السياسي والأزمات الإنسانية والصراع العنيف، يؤكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، وفقا لمقال نشره ، على الحاجة الملحة لإعادة النظر في المجتمع الدولي وملاحقة حل الدولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني بنشاط.
مع تعمق الصراعات الإقليمية وتصاعدها، يؤكد عبد العاطي أن معالجة الأسباب الجذرية، وليس الأعراض السطحية، أمر ضروري لخلق سلام دائم.
يعاني الشرق الأوسط اليوم من مجموعة غير مسبوقة من الأزمات. تعاني فلسطين من حرب وحشية ومستمرة في غزة، وتواجه ليبيا والسودان صراعًا داخليًا واستقطابًا سياسيًا، بينما تعاني لبنان واليمن وسوريا من اضطرابات إنسانية وسياسية مطولة.
حتى المناطق المجاورة، مثل الصومال والبحر الأحمر، تواجه أنشطة مزعزعة للاستقرار تؤثر على الملاحة البحرية الدولية. ويزعم عبد العاطي أن هذه التحديات المتقاطعة ترسم صورة مشؤومة لاستقرار المنطقة في المستقبل.
اقرأ أيضا..
لقد صدمت الأزمة الإنسانية في غزة الضمير العالمي بشكل خاص. فعلى مدار العام الماضي، خلفت العمليات العسكرية الإسرائيلية أكثر من 42 ألف قتيل فلسطيني، وشردت أكثر من 70% من سكان غزة، ودمرت ما يقرب من 85% من بنيتها التحتية العامة.
يزعم عبد العاطي أن هذا التدمير لا ينتهك القوانين الإنسانية الدولية المنصوص عليها في اتفاقيات جنيف فحسب، بل إنه يحطم أيضاً أساس النظام العالمي القائم على القواعد والمقصود منه حماية المدنيين أثناء الصراع.
ينتقد عبد العاطي علناً عقيدة الأمن الإسرائيلية الراسخة، والتي يصفها بأنها “قصيرة النظر” و”مضلة”. ويؤكد أن هذا النهج يعتمد على القوة الساحقة وإنكار حق الفلسطينيين في تقرير المصير. ويشير إلى أن إسرائيل انتهجت نمطًا من الاحتلال والاغتيالات المستهدفة وتوسيع المستوطنات، وهو ما لم يخدم سوى إشعال التوترات بدلاً من جلب السلام.
وفقًا لعبد العاطي، فإن مثل هذه الاستراتيجيات تؤدي إلى إدامة دورات العنف، وتعزيز العداء والاستياء بين الفلسطينيين بدلاً من تعزيز التعاون أو التعايش.
يزعم عبد العاطي أن إنهاء الاحتلال والسماح للفلسطينيين بممارسة حقهم في تقرير المصير أمر ضروري. وهو يتصور مستقبلًا يعيش فيه الفلسطينيون بكرامة في دولة ذات سيادة. وتتوافق هذه الرؤية مع ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، مما يعزز شرعية الدولة الفلسطينية.
يحذر عبد العاطي من أنه بدون معالجة هذه القضايا الأساسية، ستظل المنطقة محاصرة في دورات العنف التي تهدد سلامة الإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء.
يسلط عبد العاطي الضوء على تاريخ الدبلوماسية المصرية، ويتأمل دور مصر كأول دولة عربية توقع معاهدة سلام مع إسرائيل، وهو إنجاز تطلب قيادة جريئة والتزامًا بالعدالة. ويزعم أن جهود السلام المصرية تشكل مثالاً دائمًا لكيفية تعزيز الدبلوماسية للاستقرار والمستقبل المشترك في المنطقة.
يختتم عبد العاطي بدعوة قوية إلى العمل: بدون جهد عالمي متضافر لتحقيق حل الدولتين، قد تواجه الأجيال القادمة من الإسرائيليين والفلسطينيين دورات متواصلة من الصراع والمعاناة. ويعتقد أنه من خلال الالتزام بالسلام فقط، يمكن للمنطقة أن تتجاوز العداء وتتجه نحو الشفاء الجيلي.
نسخ الرابط
تم نسخ الرابط