القاهرة ()- يشهد قطاع التصدير الزراعي في مصر نموًا ملحوظًا، مع ارتفاع كبير في قيمة الصادرات في عام 2024، وفقا لتقرير.
تؤتي جهود الدولة للتوسع في أسواق عالمية جديدة وتنويع خطوط منتجاتها الزراعية ثمارها، حيث ارتفعت الصادرات بمقدار مليار دولار في الأشهر العشرة الأولى من العام فقط. ويمثل هذا الارتفاع زيادة سنوية مبهرة بنحو 33٪، مما يشير إلى مرونة القطاع والطلب الدولي المتزايد.
من يناير إلى أكتوبر 2024، صدرت مصر ما مجموعه 7.1 مليون طن من السلع الزراعية، بقيمة 4.1 مليار دولار. ويمثل هذا استمرارًا لاتجاه تصاعدي ثابت في الصادرات، بناءً على الإنجازات القياسية لعام 2023، عندما شحنت مصر 7.5 مليون طن من السلع الزراعية.
منذ عام 2021، نمت الصادرات الزراعية المصرية بشكل ثابت – من 5.6 مليون طن في عام 2021 إلى 6.4 مليون طن في عام 2022. وكان المحرك الرئيسي وراء هذا النمو هو زيادة إنتاج الحمضيات، وخاصة البرتقال، والتي وجدت مكانة بارزة في الأسواق العالمية.
اقرأ أيضًا..
وفقًا لوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، تظل الحمضيات، وخاصة البرتقال، أكبر قطاع تصدير في مصر. ومع ذلك، ساهمت أيضًا منتجات أخرى مثل البطاطس والبصل والعنب والفاصوليا والمانجو والطماطم والثوم والفراولة والجوافة والرمان في توسيع محفظة التصدير.
إن توسع الصادرات الزراعية المصرية يتجاوز زيادة حجم المنتجات. لقد قطعت البلاد خطوات واسعة في تنويع أسواق التصدير الخاصة بها، والتي نمت بنحو 60٪ على مدى العقد الماضي. أعلنت وزارة الزراعة أنه اعتبارًا من 15 نوفمبر، ستبدأ مصر في تصدير العنب إلى فيتنام لأول مرة، مما يوسع نطاقها الدولي بشكل أكبر.
تظل منطقة التجارة الحرة العربية أكبر سوق مصرية للصادرات الزراعية، وخاصة الفواكه والخضروات. في الواقع، نمت القيمة الإجمالية للصادرات المصرية إلى الدول العربية بنسبة 9٪ من 12.5 مليار دولار في عام 2022 إلى 13.6 مليار دولار في عام 2023. وشكلت الفواكه والخضروات وحدها 1.3 مليار دولار من هذا الإجمالي، مما يسلط الضوء على أهمية القطاع لاقتصاد التصدير في مصر.
من بين الدول العربية، برزت المملكة العربية السعودية كأكبر مشترٍ للمنتجات المصرية، حيث اشترت سلعًا بقيمة 2.7 مليار دولار. تلتها الإمارات العربية المتحدة وليبيا، بقيمة واردات بلغت 2.2 مليار دولار و1.8 مليار دولار على التوالي.
أحد العوامل الرئيسية التي تدفع طفرة الصادرات الزراعية في مصر هو عملتها الرخيصة نسبيًا، والتي انخفضت قيمتها بنحو الثلثين على مدى السنوات الثلاث الماضية. وقد أدى هذا الانخفاض في قيمة الجنيه إلى زيادة قدرة السلع المصرية على المنافسة في السوق العالمية، مما سمح للبلاد بجذب المزيد من المشترين الدوليين.
تستغل مصر ضعف عملتها بشكل استراتيجي لتعزيز الصادرات بشكل أكبر. وقد حددت الحكومة أهدافًا طموحة، تهدف إلى زيادة القيمة الإجمالية للصادرات إلى 100 مليار دولار بحلول عام 2030. وفي عام 2023، بلغ إجمالي صادرات مصر 42 مليار دولار، مما يعكس زيادة بنسبة 5.1٪ عن 39.9 مليار دولار التي تحققت في عام 2022.
يعتقد الخبراء أن نمو الصادرات الزراعية في مصر هو شهادة على قدرة البلاد على التكيف مع الظروف الاقتصادية المتغيرة واغتنام الفرص الجديدة. ومع استمرار البلاد في تنويع أسواقها وتوسيع قدرتها الإنتاجية، أصبحت مصر على استعداد للعب دور متزايد الأهمية في التجارة الزراعية العالمية.
في سياق الجغرافيا السياسية الإقليمية، تقدم الصادرات الزراعية المتنامية في مصر أيضًا فرصة كبيرة للبلاد لتعزيز علاقاتها الاقتصادية داخل العالم العربي وخارجه، مما قد يجعلها موردًا رئيسيًا لمنطقة الشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا.
يزدهر قطاع التصدير الزراعي في مصر، مدعومًا بالجهود الاستراتيجية التي تبذلها الحكومة لتوسيع كل من خطوط الإنتاج والأسواق العالمية. مع الزيادة المطردة في حجم الصادرات، وتنوع السوق المتزايد، والاستخدام الاستراتيجي لعملتها المنخفضة القيمة، فإن القطاع الزراعي في مصر في وضع جيد لمواصلة مساره التصاعدي. مع دفع البلاد نحو هدفها المتمثل في 100 مليار دولار من الصادرات السنوية بحلول عام 2030، ستظل صادراتها الزراعية بلا شك ركيزة أساسية لاستراتيجية النمو الاقتصادي.
نسخ الرابط
تم نسخ الرابط