تعد “أيام القاهرة للصناعة” جزءًا أساسيًا من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، حيث تهدف إلى تعزيز الصناعة السينمائية من خلال تبادل الخبرات ودعم المواهب. في هذا الحوار، يتحدث محمد سيد عبد الرحيم، مدير أيام القاهرة للصناعة، عن الأهداف والتحديات التي واجهها فريقه في الدورة الجديدة للمهرجان، بالإضافة إلى أبرز ملامح الفعاليات والخطوات الجديدة التي تمت.
هدفنا الأساسي هو الانفتاح على العالم وتعزيز الشراكات مع مختلف الدول ودعم المواهب الناشئة. نعمل على ثلاث محاور رئيسية: الأول هو نقل خبرات الأجيال السابقة في صناعة السينما وإبراز النماذج الملهمة، والثاني هو دعم المواهب الجديدة من خلال ورش عمل احترافية ولقاءات مفتوحة، أما المحور الثالث فهو توسيع نطاق دعم مشاريع الأفلام من مصر والدول العربية. كما أننا قمنا بتوسيع التعاون مع شركائنا في أفريقيا وآسيا، ونحرص على أن تكون صناعة السينما المصرية ممثلة بشكل بارز في هذه الفعاليات.
أبرز التحديات تمثلت في ضرورة إعادة ترتيب الأوراق بعد تأجيل الدورة، فقد كانت هناك متغيرات كبيرة بعد تأجيل المهرجان، مثل تغييرات في مشاريع الأفلام التي تم قبولها مسبقًا. كما أن استعادة ثقة الرعاة كانت مهمة صعبة بسبب الأزمات الاقتصادية التي أثرت على الدعم المالي. علاوة على ذلك، لم يكن بالإمكان إتمام بعض الاتفاقات السابقة مع المشاركين بسبب انشغالهم بمشاريع أخرى، مما استدعى استحداث فعاليات بديلة. ورغم هذه الصعوبات، تمكنا من تجاوز معظمها.
ركزنا على ثلاث محاور رئيسية في هذه الدورة. أولًا، استفدنا من خبرات السينمائيين الذين حققوا إنجازات كبيرة في صناعة السينما سواء في مصر أو المنطقة العربية أو العالم. المحور الثاني كان تسليط الضوء على النماذج الملهمة من صناع السينما الذين قدموا أعمالًا معاصرة ولهم مستقبل واعد. أما المحور الثالث فكان دعم المواهب الجديدة من خلال ورش عمل احترافية متخصصة في السيناريو، الصوت، والتمثيل. كما قمنا بتوسيع نطاق المشاركة ليشمل مشاريع من دول مختلفة في العالم العربي، مع تمثيل قوي لصناع الأفلام المصريين.
لقد حافظنا على الانفتاح على السينما الأوروبية والأمريكية، ولكننا في هذه الدورة قمنا بتوسيع التعاون ليشمل السينما الأفريقية، الصينية، والخليجية، إلى جانب أوروبا وأمريكا. كما تم التعاون مع غرفة صناعة السينما المصرية التي تضم كافة شركات الإنتاج والتوزيع المصرية، ما أسهم في تنوع الفعاليات وزيادة حضور المؤسسات والشركات.
من أبرز الخطوات الجديدة كانت استعادة سوق القاهرة للصناعة، الذي توقف لعدة سنوات. يعتبر هذا السوق عنصرًا هامًا جدًا في دعم السينما المصرية خاصة في ظل التحديات التي تواجهها هذه الصناعة في السنوات الأخيرة. وقد تمت إعادة السوق في وقت مناسب لدعم الصناعة المصرية وتوسيع التعاون مع دول أخرى في المنطقة، خاصة السعودية التي تشارك بشكل كبير في الشراكات الإنتاجية مع شركات مصرية.
استعادة سوق القاهرة للصناعة كان خطوة كبيرة نحو تحقيق طموحاتنا. الهدف الأساسي هو أن يكون هذا السوق منصة مهمة للتبادل بين صناع السينما، حيث يمكن عقد شراكات وتطوير مشاريع مشتركة. في المستقبل، نطمح لاستمرار السوق وتوسيعه ليشمل مزيدًا من الشركات والمؤسسات، ليكون جزءًا لا يتجزأ من أي مهرجان سينمائي عالمي.