استحدثت وزارة التموين والتجارة الداخلية في مصر طريقة جديدة تعتمد على تقنية الليزر في إنتاج رغيف الخبز المدعم، في خطوة لافتة نحو تحسين جودة الإنتاج وسرعة التوزيع
يأتي هذا التطور بالتزامن مع توجُّه الحكومة نحو دراسة التحول من نظام الدعم العيني؛ حيث يتم توزيع السلع مباشرة على المواطنين، إلى نظام الدعم النقدي، ما يهدف إلى ضمان وصول قيمة الدعم بشكل أكثر دقة وفاعلية إلى المستحقين، ويمنحهم حرية أكبر في كيفية استخدام الدعم.
يستفيد المواطنون المصريون الحاملون لبطاقات التموين من سعر مدعوم لرغيف الخبز الذي يباع بقيمة 20 قرشا هنا، حيث يمكن للمواطن صرف الخبز عبر البطاقة التموينية الإلكترونية التي يتم شحنها شهريًا بعدد محدد من الأرغفة.
توفر الحكومة لكل مواطن 150 رغيفًا شهريًا، أي بواقع 5 أرغفة يوميًا، مع تسهيلات للحصول على الخبز من المخابز المدعومة المنتشرة في جميع المحافظات. وتأتي هذه المبادرة ضمن جهود الحكومة المصرية لدعم الأسر الفقيرة ومحدودي الدخل وضمان حصولهم على السلع الأساسية بأسعار مناسبة.
بدأت بعض المخابز التابعة لوزارة التموين في محافظة البحر الأحمر باستخدام أنظمة آلية لإنتاج الخبز، تعتمد على تقنية الليزر لضمان التحكم الدقيق في حجم وشكل رغيف الخبزالمدعم، و تتميز هذه الأنظمة بقدرتها على إنتاج كميات كبيرة من الخبز بجودة موحدة؛ مما يحقق فائدة مزدوجة تتمثل في تحسين مستوى الإنتاج وتوفير الوقت وتقليل الفاقد من المواد الخام.
كما أن الاعتماد على الأنظمة الآلية يقلل من التدخل البشري، ما يسهم في تحسين النظافة العامة للمنتج النهائي وتقليل المخاطر الصحية. ويعزز النظام الجديد الرقابة على الإنتاج، حيث يتيح متابعة مراحل التصنيع لحظة بلحظة لضمان تحقيق الجودة المطلوبة.
تشير إحصائيات وزارة التموين إلى أن نحو 71 مليون مواطن يستفيدون من منظومة دعم الخبز، وهو ما يجعل مصر من أكبر الدول التي توفر دعمًا للخبز على مستوى العالم. ويبلغ حجم الإنفاق الحكومي السنوي على دعم الخبز حوالي 98 مليار جنيه مصري، ما يشكل عبئًا كبيرًا على الميزانية العامة للدولة. ورغم التكلفة العالية، تسعى الحكومة لضمان استمرار الدعم في ضوء الضغوط الاقتصادية المتزايدة، مع العمل على ضبط النظام لتحسين الكفاءة وتقليل الفاقد.
الدعم النقدي
تتجه الحكومة المصرية إلى اعتماد نظام الدعم النقدي بدلاً من العيني، حيث يمكن للمواطنين الحصول على قيمة مالية محددة ضمن البطاقة التموينية، تمكنهم من شراء الخبز بأسعار محددة دون الحاجة إلى التوجه إلى المخابز المدعومة. وتهدف هذه الخطوة إلى تمكين المواطنين من الاستفادة بالدعم المالي بمرونة أكبر، كما تساعد في تقليل نسبة الفاقد وتوجيه قيمة الدعم إلى المستحقين بشكل مباشر. وتشير مصادر رسمية إلى أن النظام الجديد سيبدأ تطبيقه تدريجيًا خلال العام القادم، بعد انتهاء الدراسات اللازمة والتجهيزات الفنية.
من المتوقع أن يرتفع سعر رغيف الخبز المدعوم إلى حد التكلفة بالإضافة الى هامش ربح المخابز ضمن منظومة الدعم النقدي، حيث سيتم تخصيص مبلغ مالي يعادل التكلفة للمواطنين لضمان حصولهم على الخبز بسعر يوازي السعر الحالي (20 قرشا). وستتمكن الأسرة من الحصول على المبلغ المخصص للخبز ضمن بطاقتها التموينية، بحيث يكون الخيار مفتوحًا أمامها لاستخدام هذا الدعم بشكل يتماشى مع احتياجاتها. ويرى خبراء أن هذا التحول قد يساعد في توجيه الدعم بشكل أفضل وتحقيق كفاءة أعلى في توزيع السلع التموينية.
تعد الخطوات التي تتخذها وزارة التموين المصرية في استخدام تقنية الليزر في إنتاج الخبز المدعم وتجهيز المخابز الآلية جزءًا من رؤية شاملة لتحسين منظومة دعم السلع الأساسية وتطويرها. ومن خلال التحول المنتظر إلى نظام الدعم النقدي، تأمل الحكومة أن تضمن وصول الدعم لمستحقيه بصورة أدق، وبكفاءة أعلى، مع الحفاظ على الأسعار المخفضة للسلع المدعومة مثل الخبز.
نسخ الرابط
تم نسخ الرابط