إعادة إحياء النصر للسيارات
زار الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، مصنع الأتوبيسات بشركة النصر للسيارات للاطلاع على أعمال تطويره، وخلال الجولة استمع إلى شرح تفصيلي حول المصنع، حيث تم ذكر أن طاقته الإنتاجية الحالية تصل إلى 300 أتوبيس سنويًا، مع استهداف زيادتها إلى 1500 أتوبيس سنويًا بحلول عام 2027.
كما تم التأكيد على أن نسبة المكون المحلي في المرحلة الأولى من الإنتاج تصل إلى 50%، على أن تزيد لاحقًا إلى 60-70%، وتم الإشارة أيضًا إلى أن المصنع يقوم بتصدير الأتوبيسات إلى عدد من الدول العربية.
كما تابع مدبولي المراحل المختلفة للعملية الإنتاجية حتى الوصول إلى المنتج النهائي، حيث استمع إلى شرح تفصيلي حول مراحل التصنيع وما يتم من اختبارات دقيقة على الأتوبيسات لضمان جودتها وكفاءتها، وذلك وفقًا للمعايير العالمية المعتمدة في هذا المجال.
جاء ذلك خلال فعاليات الاحتفالية التي نظمتها شركة النصر لصناعة السيارات، التابعة لوزارة قطاع الأعمال العام، بمناسبة إعادة تشغيل وبدء الإنتاج في مصنع الأتوبيسات بعد توقف دام نحو 15 عامًا، كما تابع أعمال التطوير الجارية في الشركة، حيث كان في استقباله المهندس محمد شيمي، وزير قطاع الأعمال العام، وعدد من قيادات الوزارة والشركة.
وحضر الاحتفالية الفريق مهندس كامل الوزير، نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل، والدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، والمهندس محمود عصمت، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، والدكتور إبراهيم صابر، محافظ القاهرة، بالاضافة إلى عدد من المسئولين، وعدد من أعضاء مجلسي النواب والشيوخ، إلى جانب سفراء عدد من الدول بالقاهرة.
وبدأت مراسم الاحتفالية، بمشاهدة فيلم تسجيلي وعرض تقديمي عن تاريخ شركة النصر للسيارات، وما تم من أعمال لتطويرها وما هو جارٍ لإعادتها إلى مكانتها العريقة كأحد القلاع الصناعية المصرية.
أشاد رئيس الوزراء بجهود وكفاءة الأيدي العاملة المصرية، في تنفيذ مختلف مراحل عمليات التصنيع الخاصة بالأتوبيسات بجودة عالية، وفقاً للمعايير والمواصفات المطبقة في هذا الشأن.
وأشار الدكتور خالد شديد، العضو المنتدب لشركة النصر للسيارات إلى أن الرؤية المستقبلية للشركة تستهدف استغلال جميع مصانعها وإدخالها في دورة الإنتاج، والاستثمار في بعض الصناعات المغذية للنمو وتعميق الصناعة، مع تنويع المنتجات لتشمل النقل الخفيف، وسيارات الجولف، والتوك توك الكهربائي، فضلا عن تحقيق الاستغلال الأمثل للمنطقة الجمركية داخل الشركة لتسهيل وإسراع العمليات اللوجستية.
من جانبه، أكد المهندس محمد شيمي، وزير قطاع الأعمال العام، أن احتفالنا بهذا اليوم التاريخي يمثل بداية عهد جديد لشركة النصر لصناعة السيارات، إحدى أبرز القلاع الصناعية التابعة للوزارة، والتي كانت دائمًا رمزًا للصناعة الوطنية في مصر.
وأشار إلى أن إعادة تشغيل الشركة بعد سنوات من التوقف لا يُعد مجرد حدث صناعي، بل هو تأكيد على إرادة الدولة المصرية تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وإصرارها على النهوض بالصناعة الوطنية، وبدء مرحلة جديدة نحو تحقيق طموحاتنا الكبرى في صناعة السيارات والمركبات.
وأضاف الوزير، أن الوزارة تبذل جهودًا مستمرة لتطوير الشركات التابعة لها وتحقيق أهدافها الاستراتيجية بما يتوافق مع رؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة، وبرنامج عمل الحكومة، ووثيقة سياسة ملكية الدولة.
وأوضح، أن هذا الإنجاز ما كان ليتحقق دون الجهود المشتركة والمثابرة المستمرة من جميع العاملين في الشركة، بالإضافة إلى الدعم المتواصل من الدولة للقطاع الصناعي في مصر، وحرصها على إعادة تأهيل وتطوير شركات قطاع الأعمال العام لتواكب أحدث التطورات العالمية.
شهد رئيس الوزراء خلال الاحتفالية توقيع عقد تأسيس شركة مساهمة بين شركة النصر للسيارات وشركتي “ترون تكنولوجي” السنغافورية التايوانية و”يور ترانزيت” الإماراتية، بهدف تصنيع أول ميني باص كهربائي (24 راكبًا) لاستخدامه في النقل داخل المدن والقطاع السياحي.
اقرأ أيضاً..
ومن المتوقع أن تصل الطاقة الإنتاجية للمشروع إلى 300 أتوبيس بحلول عام 2026، بالإضافة إلى إقامة خط لإنتاج البطاريات الكهربائية بقدرة إنتاجية تصل إلى 600 بطارية في نفس العام، ومن المقرر أن يبدأ الإنتاج في منتصف العام المقبل، مع خطط لزيادة هذه الأعداد بشكل كبير بدءًا من عام 2027.
وتمت الاشارة إلى أن تأسيس هذه الشركة إنما يأتي في إطار تعزيز أوجه الشراكة مع القطاع الخاص وجذباً لمزيد من الاستثمارات الأجنبية.
وتضمنت جولة رئيس الوزراء مشاهدة تسليم الدفعة الأولى من الأتوبيسات الجديدة تحت اسم “نصر سكاي” السياحي إلى شركات وزارة النقل، وتعتبر هذه الحافلات من أحدث الحافلات عالميًا من حيث التكنولوجيا والكفاءة، كما تتميز بتصميماتها المريحة والآمنة، حيث تبلغ سعة الحافلة 49 راكبًا وطولها 12 مترًا.
استمع رئيس الوزراء خلال الزيارة إلى شرح عن البرامج والعروض السياحية التي تقدمها شركة “مصر للسياحة” حاليًا، والتي تهدف إلى جذب المزيد من الحركة السياحية إلى مختلف المقاصد التاريخية والسياحية في جميع أنحاء الجمهورية.
كما تفقد رئيس الوزراء مشروع تطوير مصنع سيارات الركوب، حيث استمع إلى شرح تفصيلي حول سير الأعمال الإنشائية التي تتم بوتيرة سريعة، مع تكثيف الجهود للوفاء بالجدول الزمني المحدد.
وتم الإشارة إلى أنه من المقرر الانتهاء من هذه الأعمال في الشهر المقبل، تمهيدًا لبدء تركيب خطوط الإنتاج بطاقة تصميمية تصل إلى 20 ألف سيارة سنويًا في الوردية الواحدة، ومن المتوقع أن يبدأ الإنتاج التجريبي في منتصف عام 2025، على أن تتجاوز نسبة المكون المحلي 45% في المرحلة الأولى.
وتعرف رئيس الوزراء على مراحل التصنيع المختلفة التي تمر بها سيارات الركوب وصولاً للمنتج النهائي، وما يتم خلالها من إجراء لاختبارات الجودة والكفاءة، كما تمت الاشارة إلى أن المصنع مصمم لاستيعاب تصنيع أكثر من موديل في نفس الوقت.
جدير بالذكر أن شركة النصر للسيارات تأسست عام 1959 كأول شركة مصرية متخصصة في صناعة السيارات، وقد لعبت دورًا محوريًا في دعم الصناعة الوطنية، وتقع الشركة على مساحة تقارب 900 ألف متر مربع في منطقة وادي حوف بحلوان، وتتألف من 9 مصانع.
وتم اتخاذ قرار بتصفية شركة النصر للسيارات في عام 2009، ثم تم إعادة الشركة إلى العمل في عام 2017 بعد إلغاء التصفية، وبعد إعادة تشغيلها وتحديث خطوط إنتاجها، تستعد الشركة لدخول مرحلة جديدة من الإنتاج المتطور، بما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة ورؤية مصر المستقبلية في مجال الصناعة.
Copy URL
URL Copied