تمكَّنت مصر من تحقيق إنجاز إستراتيجي مهم في مجال الطاقة؛ حيث نجحت في توفير 80% من احتياجاتها من خلال استخراج النفط والغاز من مناطقها الساحلية والبحرية (الاقتصاد الأزرق)، مما يعزز أمنها الطاقوي ويدعم اقتصادها الوطني، وفقا لمعلومات مجلس الوزراء
اقرأ أيضا:
يشهد قطاع النفط والغاز في المناطق الساحلية المصرية نمواً متسارعًا، حيث أسهمت الاكتشافات الجديدة في البحرين المتوسط والأحمر في تعزيز إنتاج البلاد من موارد الطاقة، وقد قدر البنك الدولي قيمة الموارد الطبيعية الساحلية والبحرية في مصر بنحو 233.4 مليار دولار في عام 2021.
أظهرت الإحصائيات أن قطاعات الاقتصاد الأزرق المختلفة أسهمت بنسبة 19.6% من الناتج المحلي الإجمالي المصري خلال عام 2021، مما يؤكد الأهمية الاستراتيجية للموارد البحرية في دعم الاقتصاد الوطني.
لا يقتصر الاقتصاد الأزرق على استخراج النفط والغاز فحسب، بل يمتد ليشمل قطاع السياحة الساحلية الذي يمثل نحو نصف إجمالي النشاط السياحي في مصر، مما يوفر فرص عمل متنوعة ويجذب الاستثمارات الأجنبية.
تواجه مصر تحديات بيئية ومناخية تتطلب استراتيجيات مستدامة للحفاظ على ثرواتها البحرية، بما في ذلك مكافحة التلوث البحري وحماية التنوع البيولوجي وإدارة الموارد بكفاءة.
يحظى الاقتصاد الأزرق بأهمية عالمية كبيرة، حيث خصصت الأمم المتحدة الهدف رقم 14 من أهداف التنمية المستدامة للحفاظ على المحيطات والبحار والموارد البحرية. وتقدر القيمة الاقتصادية العالمية للاقتصاد الأزرق بنحو 2.5 تريليون دولار سنوياً، وهو ما يعادل الناتج المحلي الإجمالي لسابع أكبر اقتصاد في العالم.
كما تشير الإحصاءات إلى أن أكثر من 80% من التجارة العالمية يتم نقلها عبر الشحن البحري، ومن المتوقع أن يتضاعف حجم التجارة البحرية بحلول عام 2030، وأن يصل إلى أربعة أضعاف بحلول عام 2050. ويعتمد أكثر من 3 مليارات شخص على مستوى العالم على المحيطات كمصدر أساسي للغذاء، كما تمتص المحيطات أكثر من 90% من الحرارة الزائدة في النظام المناخي.
تمثل الموارد البحرية والساحلية ركيزة أساسية في الاقتصاد المصري والعالمي، وتحتاج إلى استراتيجية متكاملة للحفاظ عليها وتنميتها بشكل مستدام، مما يضمن استمرار مساهمتها في تحقيق الأمن الطاقوي والتنمية الاقتصادية للبلاد في المستقبل، خاصة في ظل التحديات المناخية المتزايدة مثل ارتفاع مستوى سطح البحر، والفيضانات، وتآكل السواحل، والتغيرات في أنماط هطول الأمطار.
Copy URL
URL Copied