تشهد أسواق الذهب حالة من الترقب، في ظل توقعات بارتفاع سعر الأونصة إلى 3000 دولار بحلول عام 2025، هذه التوقعات لم تأتِ من فراغ، بل استندت إلى جملة من العوامل الاقتصادية والجيوسياسية التي عززت من مكانة المعدن النفيس كملاذ آمن في أوقات عدم اليقين
اقرأ أيضا..
تعتبر الصين أحد المحركات الرئيسية لأسواق الذهب العالمية، حيث تشهد طلباً متزايداً على المعدن الثمين مدفوعاً بعوامل اقتصادية واجتماعية.
النمو الاقتصادي المستمر وزيادة عدد أفراد الطبقة الوسطى في الصين، والذين يرون في المعدن الأصفر وسيلة موثوقة للحفاظ على ثرواتهم، يدعم الطلب بقوة، إضافة إلى ذلك، فإن ثقافة الاستثمار في الذهب في المجتمع الصيني، سواء على شكل سبائك أو مجوهرات، تعزز مكانته كأحد أبرز أدوات التحوط المالي.
العوامل الجيوسياسية تلعب دوراً لا يمكن إغفاله في تحديد اتجاهات المعدن الثمين، النزاعات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، إلى جانب التوترات في مناطق أخرى من العالم، دفعت المستثمرين نحو الأصول الآمنة مثل الذهب.
في أوقات الأزمات، يتحول المعدن الأصفر إلى وجهة مفضلة بفضل قدرته على الاحتفاظ بقيمته وسط اضطرابات الأسواق.
البنوك المركزية، وعلى رأسها الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، أسهمت في دعم المعدن النفيس من خلال سياسات نقدية مرنة، التوقعات بخفض أسعار الفائدة تجعل من الذهب خياراً جذاباً مقارنة بالأصول ذات العوائد المنخفضة أو السلبية.
علاوة على ذلك، فإن البنوك المركزية حول العالم، خاصة في الاقتصادات الناشئة، تواصل زيادة احتياطياتها من المعدن الأصفر كجزء من استراتيجية تنويع الأصول.
حالياً، يُتداول المعدن النفيس عند مستوى 2644.70 دولار للأونصة، محققاً مكاسب سنوية تُقدر بـ 28%، والأداء القوي للمعدن يعكس زيادة الطلب المدفوع بالعوامل الاقتصادية والجيوسياسية، مع ارتفاع أسبوعي طفيف بنسبة 0.4%.
ومع استمرار التوجهات الحالية، من المتوقع أن تحافظ أسعار الذهب على مسارها الصعودي، أي تطورات إضافية، سواء كانت على صعيد التوترات الدولية أو تحركات البنوك المركزية، ستشكل محفزاً إضافياً لارتفاع الأسعار.
مع اقتراب سعر الأونصة من حاجز 3000 دولار المتوقع، يصبح السؤال الأهم: هل يُعتبر الذهب استثماراً طويل الأمد أم أداة مضاربة للاستفادة من تقلبات الأسعار؟ الإجابة تعتمد على عوامل عدة، منها استقرار الأوضاع الجيوسياسية واتجاه السياسات النقدية.
يظل الذهب الخيار الآمن والمفضل للكثير من المستثمرين، خاصة في ظل عالم يشهد تقلبات متسارعة، مما يُبقي المعدن النفيس في دائرة الضوء كواحد من أهم الأصول الاستثمارية للسنوات القادمة.
نسخ الرابط
تم نسخ الرابط