توفي الفنان المغربي محمد الخلفي عن عمر يناهز 87 عامًا بعد صراع طويل مع المرض، حيث تدهورت حالته الصحية بشكل ملحوظ خلال الأشهر الأخيرة من حياته، مما استدعى نقله إلى المستشفى.
قضى محمد الخلفي قرابة شهرين تحت العناية الطبية، ورغم مغادرته المستشفى يوم 19 ديسمبر 2024، إلا أن حالته الصحية لم تتحسن كثيرًا، ليفارق الحياة في منزله بنواحي مدينة الدار البيضاء.
وُلد محمد الخلفي في مدينة الدار البيضاء المغربية في 2 مارس 1937. برز اسمه في خمسينيات القرن الماضي كأحد أعمدة المسرح المغربي، حيث انطلقت مسيرته الفنية عام 1957 مع مسرح الهواة، بالتعاون مع رواد المسرح المغربي مثل الطيب الصديقي وأحمد الطيب العلج.
انضم إلى فرقة “المسرح الشعبي” التي أسسها عام 1959، ولعب دورًا كبيرًا في تطوير المشهد المسرحي المغربي. كانت أعماله الأولى تحمل طابع الكوميديا الاجتماعية، مما جعله قريبًا من الجمهور.
يعتبر الخلفي من أوائل الفنانين الذين جعلوا المسرح وسيلة للتغيير الاجتماعي والثقافي. ومع بداية التلفزيون المغربي في الستينيات، كان من أوائل الفنانين الذين اقتحموا الشاشة الصغيرة، حيث قدم أول مسلسل بوليسي مغربي بعنوان “التضحية”، وتألق لاحقًا في الدراما الاجتماعية مع مسلسل “بائعة الخبز”.
على صعيد السينما، شارك في أفلام مميزة مثل “سكوت، اتجاه ممنوع” للمخرج عبد الله المصباحي، و”هنا ولهيه” للمخرج محمد إسماعيل. كانت أدواره السينمائية تجمع بين الجدية والكوميديا، مما أكسبه شعبية واسعة.
قدّم محمد الخلفي مسرحيات تجمع بين البساطة والعمق، مثل “العائلة المثقفة”، التي شاركت فيها الفنانة الراحلة ثريا جبران، و”الفنانين المتحدين”، فرقة ساهمت في إحياء المسرح المغربي. كما شارك في السلسلة الكوميدية الشهيرة “لالة فاطمة”، حيث لعب دورًا بارزًا ضمن عائلة “بنزيزي”، التي حققت شعبية كبيرة.
في الأعمال التاريخية، جسد شخصيات معقدة تحمل طابعًا ثقافيًا وتراثيًا، مثل دوره في مسلسل “ملوك الطوائف”.