أجرى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، جولة تفقدية داخل مجموعة من مصانع شركة مصر للغزل والنسيج في مدينة المحلة الكبرى، برفقة عدد من الوزراء والمسؤولين، وشملت الجولة مصانع خضعت لتأهيل وتطوير شامل، بالإضافة إلى مصانع جديدة ضمن مشروع قومي طموح لإحياء صناعة الغزل والنسيج التي تُعد واحدة من أهم الصناعات المصرية التقليدية.
مصر تستهدف عدم تصدير القطن مجددًا
وتستهدف مصر خلال الفترة المقبلة، عدم تصدير القطر مُجددًا، حيث أكد رئيس مجلس الوزراء، أن الإنتاج المحلي من القطن سيُستخدم بشكل أساسي لتشغيل المصانع الجديدة بدلاً من تصديره كخام، مع الحفاظ على إمكانية التصدير لتحقيق عوائد اقتصادية، قائلًا: “هناك أمر مهم جدا، وهو أنه مع انتهاء تطوير هذه القلعة الصناعية العام القادم، فسوف نحتاج إلى كل ما يتم زراعته في مصر لتشغيل تلك المصانع، أي أن كل القطن المصري المزروع سيكون هناك احتياج لاستخدامه في الصناعة وليس تصديره خاما”.
إنفوجراف خاص
وأعرب رئيس ، عن فخره بتقدم العمل في هذا المشروع العملاق الذي يهدف إلى الاستفادة القصوى من القطن المصري الذي طالما كان علامة بارزة في الاقتصاد الوطني، مؤكدًا أن الدولة تستهدف دعم هذه الصناعة عبر تحديد أسعار ضمان لتشجيع الفلاحين على زراعة القطن، مما يضمن استدامة الإنتاج المحلي وتحقيق الاكتفاء الذاتي من المواد الخام.
وأكد رئيس الوزراء أن المشروع القومي لتطوير صناعة الغزل والنسيج يتألف من ثلاث مراحل رئيسية، مشيرًا إلى انتهاء المرحلة الأولى التي تضمنت تشغيل مصانع جديدة مثل “غزل 4” و”غزل 1″، إلى جانب إنشاء محطة لتوليد الكهرباء، وتستهدف المرحلة الثانية تطوير مصانع أخرى في مدن كفر الدوار، ودمياط، والمنصورة، والمنيا، وحلوان، ومن المقرر أن تُنجز بحلول منتصف عام 2025، والمرحلة الثالثة والأخيرة، فمن المتوقع الانتهاء منها في أواخر 2025 أو مطلع 2026، بإجمالي تكلفة تصل إلى 56 مليار جنيه، منها 640 مليون يورو لشراء المعدات الحديثة.
اقرأ أيضًا:
دعم القطن المصري محليًا
وأشار الدكتور مدبولي إلى الجهود المبذولة لدعم زراعة القطن المصري من خلال تحديد أسعار ضمان، مما يشجع المزارعين على زراعته
إحياء التراث الصناعي
وفي سياق الحديث عن أهمية الصناعة، أشار رئيس الوزراء إلى أن الدولة تسعى لإحياء أصولها القديمة التي تتمتع بجدوى اقتصادية، مثل مصانع الغزل والنسيج التي أسسها طلعت حرب عام 1927، حيث أشاد بحجم العمل المنجز لإعادة تأهيل المصانع القديمة وتركيب ماكينات حديثة، مما يزيد من الطاقة الإنتاجية بشكل ملحوظ.
أكبر مصنع في العالم تحت سقف واحد
استعرض الدكتور مدبولي إنجازات “غزل 1″، الذي يُعد الأكبر من نوعه في العالم بمساحة 62 ألف متر مربع ويحتوي على 188 ألف مردن، موضحًا أن المصنع ينتج ما بين 30 و35 طناً يومياً، مما يلبي احتياجات السوق المحلية ويعزز التصدير للخارج، مساهماً بذلك في توفير العملة الصعبة.
اختتم رئيس الوزراء تصريحاته بالتأكيد على أن هذا المشروع يمثل ملحمة وطنية شاركت فيها جميع مؤسسات الدولة، مشيراً إلى أن العام الجديد سيشهد المزيد من الافتتاحات والمشروعات الكبرى في مختلف قطاعات التنمية بمصر، وأضاف: “ما تحقق اليوم في صناعة الغزل والنسيج يعيد لمصر مكانتها الصناعية ويضمن مستقبلاً مشرقاً لأبنائنا”.
التعليقات